بالتزامن مع قدوم عيد الفطر المبارك ، تتزايد الأسئلة المطروحة حول زكاة الفطر ، بما في ذلك مقدارها وتاريخها وشروطها. في السطور التالية سنستعرض لكم أكثر الأسئلة شيوعاً حول زكاة الفطر وأجوبتها.
على من تجب زكاة الفطر؟
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم كبيرا أم صغيرا ذكرا كان أم أنثى ،صام رمضام أو لم يصوم لسبب أو عذر ما ، وجب عليه إخرج زكاة الفطر عن نفسه وعلى من تجب عليه النفقة ، مثل الأبناء والزوجة ، صاع عن كل فرد من الأسرة ، إذا كان عنده أكثر من قوته وإعالة أولاده ليلة العيد.
كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنه أنه قال:
{فَرضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ}حديث متفق عليه.
ويقصد بالصاع وحدة أو مقدار لكيل الحبوب .
زكاة الفطر فرضت لسؤال عن المساكين والفقراء وإغنائهم عن الطعام في يوم العيد, كما جاء في حديث ابن عباس رَضي الله عنه أنه قال :
{فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَغوِ وَالرَفَثِ وَطُعمَةً لِلْمَسَاكِين } رواه إبن متجه و أبو داود،
ماهي الأنواع التي تخرج منها زكاة الفطر؟
ولا يقتصر إخراج زكاة الفطر على(الشعير و التمر ولأقط والزبيب) كما ورد في حديث الخدري أبي سعيد الذي رواه البخاري، بدلاً من ذلك فيمكن إخراج زكاة الفطر مما يحتاجه الناس من الطعام ،كما قال ابن القيم : "كان هذا على الأرجح قوتهم في المدينة وأما أهل البلدة أو البادية ، فإن طعامهم غير ذلك ، لكن لديهم قوتهم ، كالذرة ، والأرز ، والتين ، أو غير ذلك من الحبوب، وفي حالة كون الغذاء الأساسي للأفراد يتألف من مصادر غير الحبوب، مثل الألبان واللحوم والأسماك، يتعين عليهم إخراج زكاة الفطر من هذه المواد الغذائية بغض النظر عن نوعها. هذا الموقف يمثل الرأي الغالب بين العلماء، وهو يعكس الدقة واليقين، حيث لا يوجد مجال للخلاف في هذا الشأن. الهدف من ذلك هو ضمان تلبية احتياجات المعوزين في يوم العيد، ومشاركتهم الطعام نفسه الذي يتناوله سكان البلد."
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا؟
اتجه جمهور العلماء إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدا لمن يستحقها ، لأن التوقيف هو الأصل في العبادات ، وقد نص الشرع بأن تكون زكاة الفطر من الطعام ، وهو ما التزم به رسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم ، لأن الحكمة من زكاة الفطر كما ذكرنا هي إطعام المحتاجين والفقراء في ليلة ونهار العيد ، وليس توفير ما يلزمهم من كسوة وسكن وغير ذلك ...،لأن هذه الإحتياجات تستجيبها الزكاة الأخرى وغيرها من الصدقات.
ولكن يجوز دفع زكاة الفطر نقداً لمن يشتري طعاماً ، ثم يوزعه على مستحقيه ، وفي هذه الحالة تقدر زكاة الفطر بغالبية أقوات أهل البلاد ، وإذا قُدرت بالذرة ، فمثلاً: مقدار الصاع [3:5] كيلوغرام ، يجب النظر في مقدار ثمنها ، ثم يشتري بها طعام أخر.
كما وأنه أيضا جائز إخراج زكاة فطر متعددة للدين يستحقونها سواء كان شخص واحد أو أسرة ، وذلك بالنظر إلى مكانة الحاجة وعدد من تستحق عليه زكاة الفطر في البلاد.
هل تجب زكاة الفطر على الفقراء والمساكين؟
يجب على الفقراء والمحتاجين واللاجئين إخراج زكاة الفطر، فإذا كان الفقير يملك أكثر من قوته وإعالة أهله ليلة العيد وجب عليه أداء فريضة زكاة الفطر ، أو غير ذلك من الصدقات، لأنه يعتبر قادر على إخراجها ، إلا إذا كان لا يملك أكثر من قوته أو قوت من يعولهم ، فإنه يقوم بإخراج ما يقدر على إخراجه، ابتداءا بنفسه ، ويسقط عنه ما تبقى.
فإن لم يكن عنده زيادة فلا زكاة له ، وذلك كله لقول الله تعالى: {فاتَقوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} سورةالتغابن:الأية 16.
إذا كان في حيز أو مكان فيه مال وليس فيه طعام ، يجوز له إخراج زكاة الفطر نقدا ، للضرورة كما قال بعض العلماء.
ماهو وقت وجوب إخراج زكاة الفطر؟
يرى جمهور العلماء أن غروب آخر شمس من رمضان هو وقت إخرج زكاة الفطر ،فالزكاة تجب على كل من غربت عليه أخر شمس من شهر رمضان .
وعلى هذا فمن توفي قبل أن تغرب أخر شمس من شهر رمضان ، فلا تجب عليه زكاة الفطر ، ومن توفي بعد غروب الشمس ، فهي واجبة عليه ، ومن ولد بعد غروب أخر شمس من رمضان فزكاة الفطر لا تجب عليه .
لمن تعطى زكاة الفطر؟
قد حدد القرآن الكريم الفئات التي تؤدى وتعطى لهم زكاة الفطر وهي ثمانية فئات وضحها قول الله عز وجل في كتابه الحكيم :
الفقير: هو الشخص الذي يفتقر إلى الموارد المالية اللازمة، كمن يملك درهمين فقط بينما يحتاج إلى عشرة.
المسكين: يمتلك بعض المال ولكنه غير كافٍ لتلبية احتياجاته، مثل من لديه سبعة دراهم ويحتاج إلى عشرة.
العاملون عليها: في مجال الزكاة هم الأفراد المفوضون من قبل الإمام لجمع الزكاة، ويشمل ذلك السعاة والجباة المكلفين بهذه المهمة.
المؤلفة قلوبهم: هم الأشخاص الذين يُتوقع أن يساهم إسلامهم في جذب الآخرين للإسلام.
في الرقاب: يعني استخدام أموال الزكاة لتحرير العبيد.
الغارمين: هم الأشخاص الذين لديهم ديون لأسباب مشروعة ولا يقدرون على سدادها.
في سبيل الله: يشير إلى دعم المحاربين في الجهاد.
ابن السبيل: هو المسافر الذي نفذت موارده ويستحق الدعم من الزكاة للعودة إلى دياره.
متى يتم إخراج زكاة الفطر؟
الأساس أن زكاة الفطر يجب تخرج قبل صلاة العيد ؛كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال :
{منْ أَداها قَبلَ الصلاةِ فَهي زَكاة مَقبولَة، وَمَنْ أَداهَا بَعدَ الصَلاَةِ فَهي صَدَقة منَ الصَدقَات}
فزكاة الفطر لا يجب أن تأخر إلى ما بعد صلاة العيد إلا لعذر ،مثل في حالة عدم القدرة على تسليمها لمن يستحقها بجهد ، أو لا يمكن إيجاد من يستحقها ، لا يجوز إبراء ذمة الشخص إلا بإخراجها ، ولو كان التأخير بدون عذر.
كما يجوز تحصيل زكاة الفطر قبل وقتها لتنظيم إخراجها ، بحيث لا تأدى لمن يستحقها إلا قبل العيد بيوم أو يومين أو صبيحة يوم العيد ،كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم
{أنهم كَانُوا يُخرجونها قَبلَ الْفِطْرِ بِيَوْم أَوْ يَوْمَيْنِ} رواه البخاري
أين يجب أن تكون زكاة الفطر؟
الأساس أن يخرج الإنسان زكاة الفطر في محل إقامته ، ويجوز تحويلها إلى بلد آخر إذا كان هناك من هم في أمس الحاجة إليها ، أو كان من أحد أفراد العائلة المحتاجين.
نسأل الله عز وجل أن يجازي من تزكى وتصدق بالخير ، وأن يوعوضه خيرًا في رزقه ، وأن يكفي جميع المسلمين ويغنيهم من فضله وأن يزيح الحاجة عنهم .